في نادي إشراقة الصيفي الذي أعمل به في العطلة الصيفية ، كنت منهمكة في شرح ( كيف
تنظم وقتك ).
وكان الدرس مليء بالمرح و لله الحمد، فوضعت جدول فارغ ووزعته
على عضوات النادي، وكانت الفئة العمرية التي أرعاها في النادي الصيفي من سن العاشرة
إلى 15 سنة.
تم تقسيم العضوات إلى فريقين ، فريق الأميرات و فريق حامل
المسك، و المجموعة التي تنتهي أولا من إعداد الجدول ، جائزتهم دعوة على مائدة
الفائزات ( فيها ما لذ وطاب تكريماً للفريق الناجح) .
كانت الثواني تمضي
في يدي ومدة تعبئة الجدول 3 دقائق ، وما أن انتهى الوقت حتى أطلقت صافرة الانتهاء
وفاز فريق حامل المسك.
الدعوة للوليمة ستكون بعد مناقشة عناصر
الجدول..
كانت أوقات الجدول من فريق حامل المسك تسير بانتظام، فوقت للصلاة
ووقت للقرآن ووقت لمساعدة الوالدين، ووقت للنوم ووقت لمشاهدة سنوات الضياع !!! كلهن
أجمعن على هذه المصيبة.
يا الله ،، علمت أني أمام مأزق كبير ، فأمامي عقول
غضة طرية ، سريعة التأثر بالمتغيرات من حولها.
فكيف السبيل إلى تحويل تلك
الأفكار في عقولهن ، كأنك الذي يجدف وحده عكس التيار.
بالله عليكم أي آباء
وأمهات يسمحون لأولادهم العيش في سنوات الضياع وهم مازالوا في مقتبل الحياة
!!
أترضون ضياع سنوات أطفالكم أمام هذه الآفات العقلية و العفن الفني
!!
في بيوتنا قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت ألا وهي عقول هؤلاء
الصغار الذين يتربون ويترعرعون على هذه المهازل التي تبثها تلك القنوات الهدامة
التي تعبد الدرهم و الدينار في مقابل انهيار كل ما هو فاضل .
قل لي بربك ما
هي تشكيلات الجيل الصاعد الآتي وهو يشنف سمعه على كلمات الغرام ويعود بصره على
الملابس الفاضحة وتموت غريزة الغيرة وتتنمى فيه الدياثة حين يكون أبناء الزنى
أبطالاً في تلك المسلسلات، و الخيانة بين الأزواج بطولة !!
هل انتهينا من
مهازل المسلسلات العربية والخليجية لنستورد التركية والمكسيكية ؟
بعد انتهاء
الوقت المخصص لشرح تنظيم الوقت جلسنا على المائدة أنا وكلا الفريقين وحاولت التقرب
أكثر لعقولهن ,,
طلبت منهن أن يحدثوني أكثر عن المسلسل، أريد معرفة القصة،
فيا الله ماذا سمعت، تفاصيل دقيقة لأحداث المسلسل، بل و يعرفون أسماء جميع الممثلين
وكل أحداث المسلسل، بل منهن من تشاهد حتى إعادة المسلسل بانتظام ومسلسل آخر اسمه (
نور ) ، نور ! بل سمه إن شئت ظلام ,,
قلت لهن ما رأيكن جدول غد سيكون
مشرق !
سألنني وكيف ذلك ؟
قلت : غداً وفي وقت المسلسل لن تشاهدون
سنوات الضياع Smile
سنستبدله جميعاً إما في زيارة للأقارب أو قراءة منهج مهارات
الحياة ( المادة التي أدرسها )
وما أن انتهيت من جملتي حتى اعتلت عبارات
البؤس و الحزن وجوههن النيرة..
فقلت من ستجرب معي ، رفعن أيديهن على استحياء
، ووعدنني بأن يوم غد سيكون مشرق.
بعدما بينت لهن خطورة تلك المسلسلات ،
لمحت الصدق في العزم على ذلك من أوجه بعضهن،، بينما لمحت من أخريات عكس
ذلك.
سؤالي لكل أب وأم هو ... كم من المدة ستصمد أولئك الفتيات أمام
فتنة رؤية تلك المسلسلات ، يوم ، يومين !؟
لا أدري ، فاليد الواحدة لا تصفق
و لا تبني جيلاً ، فأين مسؤوليتكم أمام الله تعالى في أبنائكم ...
حين ترى
أبنائك وقد تربوا في كنف أولئك الساقطين والساقطات، فأنت والله ترى سنوات الضياع
أمام ناظريك عرض مباشر و ليس تسجيل هذه المرة !!
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
[التحريم - 6]
وصلي اللهم وسلم و بارك على نبينا محمد..